الخبير الاقتصادى محمد الخولي يكتب: دور ”مقدس” للشباب فى حماية الأمن القومي المصري يمثلون 65 % من المجتمع والدراسات تؤكد قوة انتمائهم وتميزهم عالمياً
الوثيقةالخبير الاقتصادى محمد الخولي يكتب:
دور "مقدس" للشباب فى حماية الأمن القومي المصري
يمثلون 65 % من المجتمع والدراسات تؤكد قوة انتمائهم وتميزهم عالمياً
تمر منطقة الشرق الأوسط بظرف دقيق غاية التعقيد والخطورة ، أهمها تحديات عسكرية وأمنية وسياسية واجتماعية واقتصادية تتصدر، علاوة على ظاهرة الإرهاب، حيث تسعى جماعات متطرفة إلى زعزعة استقرار الدول، ومنها مصر التي واجهت عمليات إرهابية استهدفت النيل من أمنها ووحدتها، إضافة التوترات السياسية وصراعات على النفوذ والهيمنة والحروب المستعرة فى الإقليم حالياً والمدفوعة باستقطابات ومصالح وصراعات اقليمية وعالمية .
فى ظل هذا الوضع المتقد تمثل الشائعات والمعلومات المضللة واحدة من أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات، خاصة في ما يتعلق بالأمن القومي، سيما في عصر تكنولوجيا المعلومات والتواصل السريع، حيث تُستغل هذه الشائعات لزعزعة استقرار الدول ونشر الفوضى، حيث تشير الدراسات إلى أن 70% من الشائعات تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعلها أكثر الوسائل فاعلية في بث الأخبار الزائفة. وفقًا لتقرير صادر عن مركز "بيو" للأبحاث في عام 2023، فإن 60% من الأشخاص يتأثرون بالشائعات المنتشرة على الإنترنت، و40% منهم يتخذون قرارات بناءً على هذه المعلومات المغلوطة، يوضح ذلك خطورة الشائعات ودورها في التأثير على الرأي العام.
علاوة على دور مفترض لوسائل الاتصال والمؤسسات الثقافية والدينية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدنى، وغيرها، فى لمواجهة هذه الآفة الخطيرة، فإن الشباب بطاقته وانطلاقه ومثاليته وتوقد انتمائه وإيمانه يلعب دورًا محوريًا في مواجهة هذه الظاهرة، وكشف المخططات التي تستهدف وطنه، حيث يُمثل الشباب فى مجتمعنا ما يقرب من 67% من سكان مصر وهى نسبة متفردة بين البلدان، وذلك بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (2022)، لا شك ان هذه الفئة العمرية تمتلك القدرة والمعرفة والانتماء والغيرة الوطنية للتصدي للشائعات بفضل وعيها الرقمي وقدرتها على تحليل المعلومات.
يقع على عاتق الشباب دور كبير في نشر ثقافة التحقق من المعلومات، حيث يُمكن للشباب الاستفادة من أدوات التحقق الرقمي مثل موقع "فيك نيوز ديتكتر" (Fake News Detector) وتطبيقات مثل "هوجواتش" (Hoax watch) لتفادي الوقوع في فخ الأخبار الكاذبة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 45% من مستخدمي الإنترنت في مصر هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا. يمكن لهذه الفئة استخدام تأثيرها على المنصات الرقمية لنشر الوعي المجتمعي عبر حملات مثل حملة #تحقق_قبل_ما_تشارك.
وقد أظهرت دراسات أعدتها جامعة القاهرة مؤخراً أن 65% من الشباب المصريين يشاركون بفعالية في مناقشات تتعلق بمخاطر الشائعات على الاستقرار الوطني.. و لدعم دور الشباب حول كيفية التصدي للشائعات يجب على وسائل الإعلام إنتاج برامج ومحتوى يستهدف الشباب لتوعيتهم بخطورة الشائعات، حيث يمكن للشباب التعاون مع المؤسسات الحكومية والمدنية لتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية عن التحقق من الأخبار، وكذلك من خلال إدخال مواد متخصصة عن "الإعلام الرقمي" في المناهج التعليمية لتوعية الأجيال الجديدة.. ولا ننسى أن نشيد هنا بنماذج نماذج ناجحة، حيث تُعد مبادرة "شباب ضد الشائعات"، التي أطلقتها وزارة الشباب والرياضة في 2022، نموذجًا ناجحًا. حيث شارك فيها أكثر من 100,000 شاب وشابة، وأسهمت في خفض معدل انتشار الشائعات بنسبة 25%، بحسب تقرير الوزارة.:
إن مواجهة الشائعات والأفكار المتطرفة والإرهاب والمخاطر الإقليمية تتطلب تضافر جهود الدولة والمجتمع، وعلى رأسها تمكين الشباب من أداء دورهم القيادي عبر التعليم، التوعية، والمشاركة في صنع القرار، بهذه الطريقة، يمكن للشباب أن يكونوا سدًا منيعًا ضد المخاطر التي تهدد أمن واستقرار أوطانهم، ولكم أحسنت القيادة السياسية أن جعلت من من الشباب هدفاً استراتيجيا للتنمية والمشاركة السياسية والمجتمعية.
لا ننسى أن نؤكد هنا على الخصائص الفريدة التى يتمتع بها الشباب المصرى – بحسب الدراسات العلمية التى أصدرتها العديد من المؤسسات العلمية، منها المركز القومى للبحوث الجنائية والأمنية - التى تؤكد تمتع الشباب المصري بثراء قدراته الشخصية والاجتماعية وثقافته المجتمعية، وقدرة عالية على التكيف مع الظروف المختلفة، علاوة على روح التسامح وروح الفكاهة والإيجابية، والتغلب على الضغوط وتحفيز من حوله ونشر الطاقة الإيجابية، وكذلك امتلاكهم طموحًا قويًا للارتقاء بمستواهم الشخصي والمجتمعي، ويتجلى ذلك في حرصهم على التعليم والمشاركة في المشاريع الصغيرة وريادة الأعمال.
يؤكد الواقع - قبل الدراسات العلمية - أن الشاب المصري يرتبط ارتباطًا قويًا بوطنه، حيث يسهم في دعم القضايا الوطنية والمشاركة في المبادرات المجتمعية، خاصة في أوقات الأزمات، مع مقدرة عالية على الإبداع والابتكار، خاصة في مواجهة التحديات اليومية، سواء في مجالات التكنولوجيا، أو الأعمال، أو الفنون، خاصة عند المشاركة في فرق العمل الجماعية، حيث استطاع الشباب المصري توظيف الموارد المتاحة عبر الإنترنت لتطوير مهاراتهم ذاتيًا في مجالات متعددة.، مع التظام ملحوظ بالقيم الدينية والأخلاقية التي تشكل جزءًا أساسيًا من هويته، مما يعزز من نزاهته ومبادئه.
وتشير الدراسات إلى أن الشباب المصري يقدر التعليم والفرص الاقتصادية كأولوية، مع حرصه على التمسك بالهوية الثقافية والدينية. كما أكدت دراسة صادرة عن "الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء" أن الشاب المصري يتمتع بمستوى عالٍ من التفاعل المجتمعي والقدرة على المساهمة في التنمية الوطنية، كل ذلك يؤكدان الشاب المصري يجمع بين السمات الشخصية المميزة والقيم المجتمعية التي تجعل منه عنصرًا فاعلًا في التنمية، مما يعزز دوره في بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.