الوثيقة
الرأي الحر

لهذه الأسباب.. يجب أن نسيء الظن في تصريحات ”ويتكوف”

الوثيقة

جدل كبير حول تصريحات "ستيفن ويتكوف" مبعوث ترامب للشرق الأوسط، والتي ركز خلالها على الوضع الاقتصادي في مصر، وأيضًا التلميح إلى أن مصر بدون مساعدات ستكون في مأزق واحتمالية السقوط، وأن خسارة أمريكا لمصر "النظام الحالي" سيتسبب في خسارة أمريكا وإسرائيل مكاسب حققوها بعد اغتيال نصر الله والسنوار.
أولا.. لايمكن ابدًا التعامل مع تصريحات أي مسؤول دون النظر إلى السياق العام الذي تتحرك فيه الجهة التي يمثلها، وخطابها السياسي تجاه القضية التي تحدث فيها.
ثانيا.. تصريحات "ويتكوف" فيما يتعلق بحاجة مصر للمساعدات ووضعها الاقتصادي يتفق إلى حد التطابق مع تصريحات سابقة لترامب ومسؤولين إسرائيلين، مايعني التزام بسياسة ما تجاه مصر والتلويح بأوراق ضغط تقرر استخدامها.
ثالثا.. الحديث عن الخسارة لأمريكا وإسرائيل حال سقوط مصر "النظام الحالي" تلميح إلى أن مصر الحالية تضمن أمن إسرائيل وبقائها.. وهي جزئية تستهدف المزاج العام ليس المصري فحسب ولكن العربي بشكل ما.
رابعًا.. الحديث عن هذه الجزئية معلوم كيف سيتم تسويقها.. ومعلوم الجهات التي تنتظرها لتفعيل نبرة التخوين والتقليل من دور مصر تجاه القضية الفلسطينية، وهو النفس الخطاب الذي تبناه نتنياهو تجاه مصر.
خامسًا.. إذا كانت الدولة التي يمثلها "ويتكوف" مهمومة بأوضاع مصر وتريد مساعدتها – كما يدعي – فهو أمر يسير على دولة ويتكوف دون محاولات التأليب.
سادسا.. توقيت المقابلة يأتي مع الجولة الثانية من الحرب في غزة وتدمير ماتبقى من مقومات الحياة بضوء أخضر أمريكي.. يعني إحراج مصر كوسيط .. فضلا عن التأكيد على استمرار فكرة التهجير واستمرار الضغوط على مصر والتلويح بورقة الاقتصاد التي قد يتم استخدامها لتنفيذ ماوصفه بالمخاوف وهو "السقوط".
سابعا.. ليس من المنطقي أبدا أن تعرب أمريكا عن قلقها من خسارة مصر .. في الوقت الذي أبدت فيه هي وإسرائيل قلقهما من تعظيم قدرات الجيش المصري .. ووصل الأمر إلى تقدم تل أبيب بشكوى للأمم المتحدة.
ثامنا.. التعامل مع تصريحات "ويتكوف" باعتباره غير سياسي هو أمر غير منطقي.. لأن مثل هذه المقابلات معدة سلفا.
تاسعا.. من المنطقي في التعامل مع الأطراف التي أشعلت المنطقة وفككتها أن يكون سوء الظن مقدم على حسنه إلى أن يثبت العكس.
عاشرًا.. متروكة لوجهات النظر

الرأي الحر