فاتن فتحي خبيرة الرعاية الصحية والتمريض المنزلي تكتب.. الأساليب الطبية والنفسية ومهارات رعاية مرضى الزهايمر والمخاطر المحتملة وكيفية مواجهتها
الوثيقةالدكتورة فاتن فتحي خبيرة الرعاية الصحية والتمريض المنزلي تكتب:
الأساليب الطبية والنفسية ومهارات رعاية مرضى الزهايمر والمخاطر المحتملة وكيفية مواجهتها.
55 مليون مريض عام 2023 والعدد يتضاعف خلال 10 سنوات .
مرض الزهايمر من الأمراض العصبية المزمنة التي تؤثر بشكل كبير على الذاكرة والقدرة على التفكير والسلوك، حيث يصيب هذا المرض عادةً كبار السن، ويشكل تحديًا كبيرًا في مجال الرعاية الصحية، خاصة عندما يتعلق الأمر بتقديم الدعم الطبي والنفسي للمريض، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 55 مليون شخص حول العالم من الخرف، وهو مرض يشمل الزهايمر كأحد أنواعه الرئيسية، إذ يتطلب التعامل مع مريض الزهايمر في المنزل أساليب طبية ونفسية متخصصة غاية الدقة والخبرة، بالإضافة إلى مهارات محددة يجب أن يمتلكها فريق التمريض، في هذا المقال سنتناول الأساليب الواجب اتباعها في التعامل مع مريض الزهايمر، والمهارات الضرورية لفريق التمريض المرافق، والمخاطر المحتملة، وكيفية مواجهتها.
أساليب التعامل الطبي مع مريض الزهايمر
التعامل الطبي مع مريض الزهايمر يتطلب مزيجًا من الرعاية المستمرة والاهتمام بأدق التفاصيل الصحية. هذه بعض الأساليب الطبية الرئيسية التي ينبغي اتباعها:
مراقبة الأعراض والعلامات الحيوية: يشمل ذلك متابعة التغيرات في الحالة الصحية للمريض مثل ضغط الدم، مستوى السكر في الدم، درجة الحرارة، وكذلك وظائف الكلى والكبد. يُفضل مراقبة هذه العلامات بشكل دوري بواسطة فريق التمريض المنزلي لضمان استقرار الحالة الصحية للمريض.
إدارة الأدوية بشكل دقيق: يواجه مرضى الزهايمر صعوبة في تذكر مواعيد تناول الأدوية. لذا، يجب أن يتأكد فريق التمريض من أن المريض يتناول الأدوية في الوقت المحدد، مما يساعد في إبطاء تقدم المرض وتخفيف الأعراض. يمكن استخدام أجهزة تذكير بالأدوية أو جدول خاص لهذا الغرض. وفقًا للبحث الذي نشرته Alzheimer's Association، 40% من مرضى الزهايمر يتوقفون عن تناول الأدوية في المراحل المتقدمة، مما يتطلب متابعة دقيقة.
التغذية السليمة: الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن مهم جدًا لمريض الزهايمر، حيث يمكن أن يساعد في تقليل التدهور العقلي. يجب أن يتضمن النظام الغذائي الأطعمة الغنية بالأوميغا-3 والفيتامينات والمعادن الأساسية. تشير الدراسات إلى أن الأطعمة مثل الأسماك الدهنية، الخضروات الورقية، والمكسرات تساعد في تعزيز وظائف الدماغ.
العناية بالمهارات الحركية: يمكن أن يعاني مرضى الزهايمر من صعوبة في التنقل بسبب تدهور المهارات الحركية. لذا يجب على فريق التمريض مساعدة المريض في الأنشطة اليومية مثل المشي، أو ممارسة تمارين خفيفة لتحفيز الدورة الدموية.
أساليب التعامل النفسي مع مريض الزهايمر
التعامل النفسي مع مريض الزهايمر يعتبر جزءًا أساسيًا من الرعاية الشاملة، حيث أن المرض يؤثر على القدرة على التفكير والفهم، مما يجعل المريض عرضة للقلق والاكتئاب. بعض الأساليب النفسية الفعّالة تشمل:
التواصل البسيط والواضح: يجب أن يتم التواصل مع مريض الزهايمر باستخدام جمل قصيرة وبسيطة، مع الحفاظ على الاتصال البصري والحديث بنبرة هادئة. هذا يساعد المريض على فهم ما يُقال وتخفيف أي قلق قد يشعر به.
الاستماع الجيد والدعم العاطفي: يجب على فريق التمريض أن يكون مستعدًا للاستماع إلى مريض الزهايمر دون استعجال، مما يساهم في تقليل شعور المريض بالارتباك والتوتر. الدعم العاطفي من خلال التواجد الفعّال قد يساهم في رفع الحالة المزاجية للمريض.
تقنيات الاسترخاء والتقليل من التوتر: يمكن استخدام تقنيات مثل التنفس العميق أو الاستماع إلى موسيقى هادئة لتهدئة المريض. كما أن بعض الأنشطة مثل الرسم أو التدليك يمكن أن تساعد في تقليل التوتر وتعزيز الراحة النفسية.
استخدام الروتين اليومي: يساعد الحفاظ على روتين ثابت في تقليل التوتر والارتباك لدى مريض الزهايمر. يجب أن يتضمن الروتين اليومي مواعيد ثابتة للأكل، النوم، والأنشطة اليومية الأخرى.
المهارات التي يجب أن يتحلى بها فريق التمريض
يتطلب التعامل مع مريض الزهايمر مجموعة من المهارات المتخصصة التي يجب أن يمتلكها فريق التمريض. من أبرز هذه المهارات:
الصبر والقدرة على التكيف: يجب أن يتمتع أفراد الفريق بالصبر والقدرة على التكيف مع تقلبات الحالة العقلية للمريض، حيث قد يعاني المريض من فترات من الهدوء وفترات أخرى من الارتباك أو العدوانية.
مهارات التواصل الفعّال: يجب أن يمتلك فريق التمريض مهارات تواصل قوية، بحيث يكون قادرًا على التحدث مع المريض بوضوح وبدون تعقيد. يجب أن يكونوا على دراية بكيفية استخدام إشارات الوجه ولغة الجسد لتسهيل الفهم.
المعرفة الطبية العميقة: ينبغي أن يكون لدى الفريق معرفة واسعة بمرض الزهايمر وطرق التعامل مع الأعراض المختلفة، مثل تدهور الذاكرة والارتباك.
مهارات التعامل مع التغيرات السلوكية: يجب أن يكون الفريق مدربًا على تقنيات تهدئة المريض في حالة حدوث تقلبات سلوكية، مثل العدوانية أو القلق المفرط.
المرونة والقدرة على التعامل مع الضغوط: قد يشعر مقدمو الرعاية بالإرهاق نتيجة الضغط المستمر. لذا، من الضروري أن يتمتع فريق التمريض بالمرونة وقدرة على التعامل مع الضغوط النفسية والجسدية.
المخاطر المحتملة وكيفية مواجهتها
رغم فوائد الرعاية المنزلية، إلا أن هناك بعض المخاطر التي قد تواجه مريض الزهايمر، مثل:
الحوادث المنزلية: قد يكون المريض عرضة للسقوط أو الإصابات بسبب فقدان التوازن أو الارتباك. لمواجهة هذه المخاطر، يجب على فريق التمريض تأمين البيئة المنزلية من خلال تثبيت القضبان الداعمة في الحمام، وإزالة أي عقبات قد تؤدي إلى السقوط.
الإهمال في تناول الأدوية: قد يتعرض المريض للإهمال في تناول الأدوية بسبب النسيان أو الارتباك. لمواجهة هذه المشكلة، يجب استخدام تقنيات تذكير مثل تطبيقات الهواتف الذكية أو الأجندة اليومية الخاصة بالأدوية.
التدهور السريع للحالة: مرض الزهايمر قد يتطور بسرعة في بعض الحالات، مما يستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا. ينبغي لفريق التمريض مراقبة التغيرات في الحالة العقلية والجسدية للمريض بشكل دوري، والإبلاغ عن أي تدهور سريع في حالته.
الإرهاق العاطفي لمقدمي الرعاية: قد يعاني مقدمو الرعاية من الإرهاق النفسي والجسدي بسبب ضغط العمل المستمر. لتخفيف هذا العبء، يمكن تخصيص فترات راحة لمقدمي الرعاية وتوفير دعم نفسي لهم.
خاتمة
رعاية مرضى الزهايمر في المنزل تتطلب أساليب طبية ونفسية دقيقة، بالإضافة إلى مهارات خاصة يجب أن يتحلى بها فريق التمريض. من خلال اتباع أساليب متخصصة للتعامل مع المرضى ومواجهة المخاطر المحتملة، يمكن ضمان استقرار الحالة الصحية للمريض وتحسين جودة حياته. يحتاج مقدمو الرعاية إلى الدعم والتدريب المستمر للتعامل مع تحديات المرض، مما يسهم في توفير بيئة آمنة ومستقرة للمرضى وأسرهم.