الوثيقة
المجلس الوطني ”مصر” لدعم رئاسة الجمهورية يكرم الأمهات المثاليات ورائدات العمل الإنساني والاجتماعيحسام حفني: احتشاد الملايين بعد صلاة العيد يعكس وحده الصف خلف القيادة السياسية لرفض التهجيرقيادات مستقبل وطن بدمياط يؤدون صلاة عيد الفطر..ويحتشدون وسط آلاف الآهالي بلافتات كلنا معاك ياريس عيدنا فلسطيني لا للتجهير دعما للقضية الفلسطينيةقيادي بحزب العدل: مطالب روسيا بالتحقيق في غرق غواصة الغردقة سببه تضارب الأنباءالعيد فرحة.. صلاة العيد بمسجد الرضوان خلف المحكمة الدستوريةالعبابسة يتوج بطلا بمونديال برشوم الكبرى الرمضاني 2025قيادي بمستقبل وطن: الشعب المصري أكثر التفافًا وثقة في القيادة السياسيةقيادي بحزب العدل عن بيان “العامة للاستعلامات”: دولة الاحتلال تتنفس الكذب لطمس الحقائقراعي مصر تطلق مبادرة أطفال أصحاء في مدارس محافظتي كفر الشيخ والفيومصناعة النواب: مصر حريصة على تعزيز البنية التحتية الصناعية لدعم الاستثمارمجاهد نصار: افتتاح المتحف المصري الكبير يوليو 2025.. نقلة نوعية للسياحة المصريةأمين شباب الشعب الجمهوري: الاصطفاف خلف القيادة السياسية طوق النجاة للعبور من التحديات الراهنة
الرأي الحر

إبراهيم مدين يكتب: من طرق الأبواب إلى اقتحام التايملاين بين الكلاسيكية والحداثة في التسويق السياسي

إبراهيم مدين
إبراهيم مدين

إبراهيم مدين يكتب:
من طرق الأبواب إلى اقتحام التايملاين

بين الكلاسيكية والحداثة في التسويق السياسي.. "الانتخابات هي التريند القادم"

في مشهد سياسي يتغير بسرعة مذهلة، تشهد الحملات الانتخابية في مصر تحولاً نوعيًا من طرق الأبواب التقليدية التي اعتمدت لعقود على التواصل المباشر بين المرشح والناخب، إلى حملات رقمية تُسيطر على شاشات الهواتف الذكية في جيوب المصريين لكن يبقى السؤال: هل هذا التحول يلغي الطرق الكلاسيكية؟ الإجابة تكمن في الدمج بين القديم والجديد، بين الواقعي والرقمي.

في الماضي، كانت الحملة الانتخابية تعتمد بشكل رئيسي على الفلايرز، اللقاءات الجماهيرية، والتواصل المباشر. كان المرشح يقف بين الناس يتحدث إليهم يتعرف على مشاكلهم، ويعرض برنامجه الانتخابي بعبارات قريبة من حياتهم اليومية. الآن، ومع صعود وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن للمرشح أن يصل إلى آلاف الناخبين بضغطة زر.

يمكننا أن نلاحظ التحول الواضح في المشهد الإعلامي المصري، حيث انتقلت غالبية المواقع الإخبارية للتواجد والظهور بقوة على منصات التواصل الاجتماعي. هذا التحول لم يقتصر فقط على الإعلام، بل حتى الجهات الرسمية في الدولة باتت تهتم بالتواجد الرقمي، مع العمل المستمر على تطوير الأداء من خلال رسائل موجهة تعزز التواصل المباشر مع الجمهور، بالإضافة إلى تحسين الهوية البصرية لكل منها لضمان ترك أثر قوي يعكس حضورها الرقمي.

الحملات الانتخابية اليوم أصبحت أكثر شمولية. وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد مجرد أداة إضافية بل أصبحت جزءًا أساسيًا من اللعبة السياسية. تشير الإحصائيات إلى أن 70% من الشباب في مصر يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للمعلومات السياسية، وهو ما يجعل تجاهل هذه الوسائل خطأ استراتيجيًا. من خلال تحليل البيانات وتحديد اهتمامات الناخبين عبر الذكاء الاصطناعي، يستطيع المرشح إرسال رسائل مخصصة لكل فئة يعرض فيها برامجه بما يناسب قضاياهم. ومن ثم يعزز هذه الرسائل الرقمية عبر الحضور الشخصي في الاجتماعات والندوات الجماهيرية. هذا التوازن بين التقليدي والرقمي هو ما سيصنع الفارق في الانتخابات المقبلة.

إننا على أعتاب انتخابات غير مسبوقة، حيث ستتحول السوشيال ميديا إلى ميدان رئيسي للتواصل السياسي. من لا يستعد لهذا التغير الآن سيجد نفسه خارج اللعبة. كل بيت في مصر لديه موبايل متصل بالإنترنت، وكل ناخب بات متاحًا عبر التايملاين. الرسائل الانتخابية لم تعد مجرد منشورات ورقية توزع في الشوارع، بل أصبحت تظهر للناخب على هاتفه الشخصي، في أي وقت، وفي أي مكان.

المرشح الذكي في هذه المرحلة هو من يعرف كيف يجمع بين الحضور الشخصي والرقمي. يمكنه أن يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل اهتمامات الناخبين ثم يخاطبهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي برسائل مخصصة تلامس احتياجاتهم وتطلعاتهم. ولكن، لكي تكتمل الدائرة، يجب أن يعزز هذه الرسائل بزيارات شخصية وجهاً لوجه تخلق رابطاً أقوى وأكثر ديمومة. هذا التكامل بين التكنولوجيا واللمسة الإنسانية هو ما سيحدد الفائز في هذه الانتخابات.

ختامًا، الانتخابات القادمة ليست مجرد سباق تقليدي كما عهدناها للوصول إلى مقعد تحت قبة البرلمان، بل هي اختبار لمدى قدرة المرشح على قراءة لغة العصر وفهم أدواته. في عالم يمضي بسرعة، من يطرق أبواب الناخبين بيد، ويصل إليهم عبر شاشاتهم باليد الأخرى، هو من سيمتلك مفتاح المستقبل السياسي

الرأي الحر