مالك السعيد يكتب.. القيادة السياسية الرشيدة وعبقرية قياداتنا العسكرية وروح المقاتل المصري صمام أمان لمصر
الوثيقةتنويع مصادر السلاح وتطويره محليا وبرامج التدريب المستمرة أكبر ردع للأعداء المحتملين
مصر واحة أمن وسلام وسط دوائر إقليمية وعالمية مشتعلة
تهل علينا اليوم الذكرى الواحدة والخمسون لنصر أكتوبر العظيم، حيث استطاع المقاتل المصرى فى هذا اليوم المجيد أن يسترد الأرض ويثأر لدماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة فداء هذا الوطن العظيم، فى حروب مع دولة الكيان الغاصب منذ سنة 1948، وصولاً إلى يوم السادس من أكتوبر سنة 1973 حين استطاع هذا المقاتل الذى صنع التاريخ المجيد فى المعارك والبطولات العسكرية، على مدار آلاف السنوات عبرتاريخه المجيد منذ بطولات الأجداد العظام أحمس، وتحتمس الثالث قاهر الإمبراطوريات أن يصنع ملحمة وبطولات غير مسبوقة في تاريخ الحروب الحديث.
استطاع المقاتل المصرى بقيادة قادة عظام لم تعرف الحروب المعاصرة مثيلاً لهم فى التخطيط والتنفيذ الذى تناولته بالفحص والدرس أعتى المؤسسات العسكرية ومراكز البحوث والتى أكدت جميعها –كما قال الرئيس الراحل الشهيد أنور السادات- أن المقاتل المصرى بقيادته العبقرية استطاع أن يصنع معجزة عسكرية ونصراً عظيماً متفرداً على أى مقياس عسكرى .
تهل علينا هذه الذكرى الخالدة التى تملأ نفوسنا فخراً واعتزازاً بقواتنا المسلحة وبالمقاتل المصرى ضباطاً وجنوداً، وتثير فى أنفسنا عظيم الشكر الامتنان لقواتنا المسلحة على جهودها العظيمة فى حماية الأمن القومى المصرى وحدود الدولة من أى عدوان يتربص بنا، سيما وأن المشهد الحالى ومنذ أكثر من عقد يشهد صراعاً محموماً وخطراً عظيماً على حدود مصر غربها وشرقها وشمالها وجنوبها .
وإذ أهنئ الشعب المصرى والأمة العربية بذكرى نصر أكتوبر العظيم كان لزاماً أن أقربدور القيادة السياسية الرشيد فى تطوير الجيش المصرى ورفع قدراته القتالية وتطوير معداته العسكرية ارتكازاً على أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا العالمية فى مجال التسليح والحروب الحديثة، وكذلك تلك السياسة العبقرية فى تنويع مصادر السلاح وتطويعها جميعاً لتنصهر فى منظومة قتالية غاية الانسجام، وكذلك التطوير الهائل الذى نشهده فى الصناعة العسكرية المصرية فى مجال منظومات الدفاع الجوى والمسيرات القتالية والاستكشافية والدبابات والمدرعات، وإنشاء العديد من القواعد والمناطق العسكرية، وهو ما يمثل أقصى درجات الردع للأعداء المحتملين .
أشيد كذلك بجهود القيادة السياسية وقواتنا المسلحة والشرطة فى القضاء على الإرهاب، والتحلى بأقصى درجات ضبط النفس وعدم الانسياق إلى دعاوى المغرضين فى أن يزجوا بمصر وجيشها وشعبها فى حروب نحن أغنى ما نكون عنها، إذ أن القيادة السياسية بحكمتها والقيادات العسكرية بانضباطها والمقاتل المصرى بثقته بنفسه ويقينه الراسخ بقدرته القتالية وصلوا بمصر عن جدارة إلى هذا المناخ الآمن من السلم الذى تعيشه مصر وسط حزام نارى ودائرة إقليمية متفجرة بالصراعات ووضع عالمى مشتعل .
فى ذكرى هذا اليوم الخالد أدعو أبناء مصر الشرفاء أن نترحم على روح الرئيس أنور السادات بطل الحرب والسلام وقائد العبور العظيم وعلى أرواح شهدائنا الأبرار قادة وضباطاً وجنوداً، داعياً المصريين جميعاً إلى الاصطفاف خلف القيادة السياسية وقواتنا المسلحة، وأن نتحلق حول هذا البلد الأمين وأن نبذل الإنتماء الوفير الذى تستحقه مصر ويستحقه ترابها المقدس وتاريخها المجيد وأرواح شهدائها الأبرار.