جدل حول مشروعية صلاة التهجد.. المعترضون: بدعة محدثة والمجيزون: فعلها السلف


تثار في شهر رمضان المبارك العديد من المسائل الشرعية الجدلية حول بعض العبادات ومنها صلاة التهجد التي يختلف عليها الكثيرون فالبعض يرونها بدعة لا أصل لها والبعض الآخر يفعلونها باعتبار أنها مباحة وفعلها بعض الصحابة وأنها من الامور التي تلقتها الأمة بالقبول والرضا.. فما هو الصواب وما هو الخطأ؟
دار الافتاء المصرية
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن صلاة التهجد تُقام ابتداءً من ليلة الحادي والعشرين من رمضان، أي بعد غروب شمس يوم 20 رمضان، وتستمر حتى ليلة عيد الفطر. وأكدت أن أفضل توقيت لأداء التهجد هو الثلث الأخير من الليل، حيث يكثر فيه الخشوع والرجاء، اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ذكرت دار الإفتاء أن التهجد هو جزء من قيام الليل، ويُقصد به الصلاة التي تؤدى بعد نوم. ويبدأ وقتها بعد أداء صلاة العشاء وحتى حلول أذان الفجر، غير أن الأفضل هو أن تكون في الساعات الأخيرة من الليل، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
أسانيد المجيزين
كما يستند الذين يجيزون صلاة التهجد جماعة في المسجد إلى أقوال بعض العلماء منها أن الصلاة بعد التراويح في جماعة: فهي جائزة لا حرج فيها، فإن كانوا لم يتموا التراويح وأخروا بعضها إلى آخر الليل جاز، وإن كانوا أتموها وأوتروا ثم أرادوا أن يتنفلوا بالقيام بعدها ـ وهو المعروف عند العلماء بالتعقيب ـ جاز ذلك أيضا ولم يكن به بأس، قال ابن قدامة في المغني: فأما التعقيب ـ وهو أن يصلي بعد التراويح نافلة أخرى جماعة، أو يصلي التراويح في جماعة أخرى ـ فعن أحمد أنه لا بأس به، لأن أنس بن مالك قال: ما يرجعون إلا لخير يرجونه، أو لشر يحذرونه ـ وكان لا يرى به بأسا، ونقل محمد بن الحكم عنه الكراهة إلا أنه قول قديم والعمل على ما رواه الجماعة، وقال أبو بكر الصلاة إلى نصف الليل، أو إلى آخره لم تكره رواية واحدة.
وفي فتح الباري لابن رجب: واختلفت الرواية عن أحمد في التعقيب في رمضان، وهو: أن يقوموا في جماعة في المسجد، ثم يخرجون منه، ثم يعودون إليه فيصلون جماعة في آخر الليل.
وقال الثوري: التعقيب محدث وأكثر الفقهاء على أنه لا يكره بحالٍ.
ونقل ابن منصور عن إسحاق بن راهويه: أنه إن أتم الإمام التراويح في أول الليل كره له أن يصلي بهم في آخره جماعة أخرى، لما روي عن أنس وسعيد بن جبير من كراهته، وإن لم يتم بهم في أول الليل وأخر تمامها إلى آخر الليل لم يكره.

الممتنعون
يستند الممتنعون إلى أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام لم يكن هكذا وأن الصلاة بهذه الصورة تعد بدعة فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته يصلون هكذا فلم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى جزءا من القيام في جماعة ثم انصرف من المسجد وعاد إليه مرة أخرى في آخر الليل كي يجتمع مع صحابته بعد منتصف الليل ليكملوا صلاة القيام.
وعليه فيرى هذا الفريق أن ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود مقتضاه فهو بدعة وبالتالي فيرون أن صلاة التهجد في المساجد على هذه الهيئة بدعة لا أصل لها.
ويضيف هذا الفريق أن هناك بدع كثيرة مرتبطة بصلاة التهجد وهي استخدام مكبرات الصوت وإزعاج المحيطين بالمساجد في تلك الساعات المتأخرة من الليل سواء للمصلين في البيوت أو المرضى أو الذين ليس عليهم صلاة في هذا الوقت، إضافة إلى تشويش المساجد المتجاورة على بعضها.