عرايا في إسطنبول..رواية صادمة تكشف حقيقة من يتاجرون بالدين والوطن
الوثيقةصدرت عن دار البحرينية للتوزيع والنشر رواية "عرايا في إسطنبول" للكاتب الصحفي على الصاوي، تُسلّط الضوء على حقائق خفية حول المتاجرين بالدين والوطن في مدينة إسطنبول، تحت انتحال مسميات شتى تتدثر بشعارات وطنية وثورية.
الرواية التى صدرت حديثا وعُرضت في معرض الكتاب هذا العام، وتعد امتدادا لرواية الكاتب الأولى "إسطنبول 2020..رواية بين دولتين" التى سرد فيها واقع الإعلام المصري في إسطنبول وحجم الفساد المستشري فيه والمظالم الواقعة على الشباب المُغرّر به من قبل جماعات الإسلام السياسي، وتجمع الرواية الأولى للكاتب بين عالمين مختلفين، عالم في مدينة طنطا المصرية ومدينة إسطنبول، يتخللها أحداث جمّة بطلها شاب مصري اسمه سامر.
وعن عرايا في إسطنبول يقول الكاتب في رد مؤمن الزيات بطل الرواية على "راغب السويركي" أحد الشخصيات الفاسدة، وهما يتجولان في حى بشكتاش: لقد سألتني منذ قليل أيهما أفضل الرقص هنا في حانات العري وبين السكارى والفتيات الماجنات أم في عالم السياسية والإعلام؟ فأقول: لا فرق بينهما، فهذا رقص وهذا رقص، غير أن هؤلاء يرقصون على نخب الكؤوس وبين أحضان النساء، وأولئك يرقصون على دماء الشعوب وفي أحضان المصالح.
تنتمى الرواية إلى النمط البوليفيني متعدد الأصوات والرؤى والثقافة، فالشخصيات تعبر عن أفكارها بحرية مطلقة، كما أطلق الكاتب على الرؤوس المسيطرة على مقاليد الأمور في إسطنبول بـ"قطط اسطنبول السِمان" في إشارة إلى حجم الفساد الذي ينخر في عظام هذا العالم، واستعرض الكاتب شخصيات عدة في الرواية منها نبيلة الدريني التى اتخذت من جسدها مطية للدخول في عالم السياسية والإعلام وحصد الأموال.
وهناك شخصيات وصولية وفاسدة مكشوفة امام بعضها البعض، وقد يكون هذا سرّ اسم الرواية "عرايا في إسطنبول"، أن الجميع عرايا أمام بعضهم البعض وهم على علم بهذا، فيقول الكاتب على لسان راغب السويركي وهو يخاطب نبيلة الدريني: تلك هى طبائع الأمور هنا يا نبيلة فكلنا عرايا أمام بعضنا ونظن أننا مستورون، فلا تكترثي بكلامي وقومي بنا نأخذ هدنة من هذا العالم، ونمارس طقوس اللذة الجسدية فما أجملها حين تكون في حضرة حسناء مثلك، مثيرة ومغامرة وتبحث عن إرواء عاطفي ودفء روحي في برد الغربة.
ثم يقول لها: لا تقلقي فغايتنا واحدة ولا أحد يعرف ماضيك سواي، فأمثالك يُعمِّرون في مثل هذه الأوساط، فتلك البيئة لم تُخلق من الأساس إلا لأمثالك وأمثالي وأمثال مَنْ نعمل معهم، وقلما تجدين فيها مكانًا لشريف أو وطني.
الرواية مليئة بكثير من الأحداث والشخصيات وتسير في أكثر من مسار، فهناك المسار الفكري والمسار السياسي والمسار الاجتماعى والإنساني، وتعد الرواية من أهم ما كُتب حتى الأن في نقل تفاصيل ما يحدث في إسطنبول.